لأجلك يا سوريا

"لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان؛ وطنه الأم وسوريا'______ أندريه بارو

"Every person has two homelands...His own and Syria"______AndreParrot

2006/11/27

هل رأى العالم سكارى مثلنا ؟

منذ وعينا على هذه الدنيا و الخطب يجتاحنا من كل جانب فالعدو من امامنا و القهر من خلفنا و دائما في حالة تثبيط النفس تارة نأخذ جرعة من منجزات غير حقيقية و تارة جرعة من انتصارات وهمية و الجرعات الاكثر ايلاما هي تلك الذلات و الاذلات المفقدة للهوية سواء كانت داخلية أو خارجية
ودخلنا مرحلة السكر اللامتناهي و وصل الينا الأمر حد الثمالة و المشكلة اننا انسجمنا تماما مع هذا السكر و رضينا به كحل نهائي فمفعول السكر له ميزة فريدة لأننا نرى العالم من خلال تصوراتنا الوهمية وبما يمليه علينا الاخرون كونهم واعون لحالة سكرنا فيتلاعبون بنا كما يشاؤون
و حالنا اذا ما مشينا ونحن فرحين بغياب عقلنا و وهن جسدنا كحال اي سكير، تتلقفنا الجدران فنرتد بعامل الفعل و رد الفعل نلقي بجسدنا المتعب المنهك على جدار الجيبة الفارغة فيردنا الى عمود الصمود و التصدي و مستلزماته اللذي يرمينا الى حائط المبكى اللذي بدوره يلقينا في احضان مذلة القطب الواحد و ما ادراك ما القطب الواحد
تعبنا من حالة السكر و مايلزمنا هو القليل من الوعي و القليل من التبصر بأمور جداً بسيطة أراها ممكنة جداً
و تبدأ من كل فرد منا بان يقف وقفة مع الذات و يحدد وجهته من هذا العالم و اينما كانت اتجاهاته فلتكن فلن يستمر الا الاصلح - الصدق مع النفس و الاخرين لتكون فسحة لثقة متبادلة بناء الشخصية المعتمدة على ذاتها مفيدة لمجتمعها و من ثم العمل ثم العمل ليستطيع النهوض و الوقوف على ارضية صلبة
فلنفق من حالة السكر هذه و نضع حدا لهذا التسكين الذاتي و لنكف عن انتظار فرصة عابرة لرد الاعتبار
فالسكير المغرق في السكر لا يرد اعتباره اي شئ و انما سيجد ان الاخرين سيضحكون عليه اكثر كونه اضاف الى حالة اللاوعي و اللا توازن و ذهاب العقل و الهيبة التي هو فيها اوهام انتصاره ... العتيد