لأجلك يا سوريا

"لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان؛ وطنه الأم وسوريا'______ أندريه بارو

"Every person has two homelands...His own and Syria"______AndreParrot

2005/09/26

النفس الطويل

المتابع لمجريات التحقيق في قضية الحريري و ما تبعها من تلميحات و اتهامات و ارهاصات على الساحة السورية و للوهلة الاولى يجد ان نظام الحكم السوري سائر الى الانهيار و انه لابد ان ساعته قد حانت.
ولكن لنقف قليلاً عند بعض الحقائق و النقاط و لنراجعها في قضية حقيقة إغتيال الحريري

هل الموقف المتشدد اتجاه التحقيق ... لأجل معرفة الحقيقة ... هو كون الحريري شخصية دولية و القرار 1595 ملزم بالسير بالتحقيق الى نهايته؟... أم ان التحقيق عبارة عن تغطية لعملية متفق على نتائجها بين كل الأطراف و جاء الإغتيال لصالح الجميع (فرقاء و دول).

فالحريري و كما عرف عنه شخصية فريدة من نوعها عصامية صلبة عالية الذكاء و طموحة و ذات قالب وطني عربي انساني و تتمتع باتصالات دولية متشعبة و محيرة، فهو لم يقف عند مهاترات صانعي الحرب اللبنانية و مستثمريها و استطاع ان يجبر الجميع و بكل بساطة ( مهما كان الثمن ) الى اصدار قرار انهاء الحرب و البدء بالجمهورية اللبنانية الثانية و قد قيل انه فعل ذلك لمصلحة شخصية، و لكن الم يكن من الافضل استثمار اللبنان المعافى على استثمار حربه البشعة، و بعدها سار في مسارات اوهمت جميع الأطراف انه يعمل لمصلحتهم ... المهم ان الرجل وصل في النهاية الى أنه يجب عليه تطبيق السيناريو اللذي يحبه اصحاب المصالح في منطقتنا ( أن يكون الحكام مستبدين و الشعوب غير فاعلة ) و اراد تغيير السيناريو بذكائه المعهود و بطريقتة الانيقة و هذا لا يوافق الجو العام لأصحاب المصالح و لكن لم يعد لديهم الحنكة على مواجهته بنفس الطريقة فكان الشر اللذي لابد منه ... و ظهر ذلك الحقد جلياً بأن أسرع كل من له مصلحة لاستثمار الإغتيال.

- الفرقاء اللبنانيون تنفسو الصعداء بعد ان ازيح عن صدرهم كابوس اسمه الحريري بعد ان وضعهم على كراسي الاحتياط لخمسة عشر عاما.

- أميركا تريد ان تخلق خبرا جديدا في اعلام العالم لتلوكه الألسن و تستمر في تسجيل الأهداف بالطريقة التي تريدها في المنطقة.

- فرنسا تريد ان تحافظ على قدم لها بعد ان غطت اقدام المارينز كل شبر في المنطقة فتحاول ان تقول انا ها هنا و لست طرفا سهلا في التأثير في المنطقة و خاصة بعد خسارتها في مباراة العراق.

- مصر و السعودية وقفتا لتعلنا اننا لا زلنا زعماء العرب بعد الصمت على فضيحة اغتصاب العراق و ها نحن نتوسط و نستطيع لعب دور فاعل.

- و أخيرا سوريا و بعد ان فقدت لاعبها الأساسي بدت ضعيفة و مهتزة داخلياً و خارجياً و من ثم لابد من لعب دور اللاعب المصاب و بالتالي تكون هناك اصوات من الجمهور الساخطة فتنفس عن خسارتها العارمة طوال السنين الماضية بسبب لاعبها المفقود و من جهة اخرى ستكسب تعاطف الأخرين من لا يهتمون لها و لا للعبها و لكن ستتعافى بعدها و تعود كما كانت قوية على شعبها و عبدة لأسيادها.

هل من صدق ان العراق سيكون ديمقراطيا ... و ان لبنان سيعود الى الديمقراطية ... او انتخابات الرئاسة المصرية هي المثال اللذي يجب ان يقتدى ... او ان مجالس البلدية السعودية ستكون منبرا للحرية.
سوريا و دول المنطقة و مادام فيهم هذا ... الدم الأسود ... لا يمكنهم ان يحلموا و لا بحتى بقليل من الكرامة ...