لأجلك يا سوريا

"لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان؛ وطنه الأم وسوريا'______ أندريه بارو

"Every person has two homelands...His own and Syria"______AndreParrot

2006/06/06

سورية الوطن...


ما أدراك ما الوطن بالنسبة للسوريين ...
سورية هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول "كاسة شاي" وأنت تأكل جبنة البيضاء البلدية سورية...
وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة الغذاء الدسمة إلى قيلولة غالية، هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة، آلاف من السيارات و البشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع أن تدركها أو تفهم آلية عملها ولكنها في النهاية ... تعمل، تمتزج، تتحرك، و تنفصل تتلاشي الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر، وتبقي البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى يطفئها الفجر الذي يعلنه صوت الآذان...
سورية هي فيروز في الصباح ... و"سيرة حب" في ليل دمشقي طويل... أو موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي...

سورية... نشرة الأخبار بين عشق الرجال و كره النساء ...

هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطاها...
هي خوف صبية عائدة الى البيت في مساء متأخر...
هي حب مراهق لبنت الجيران، هي وجوه الناس التي الفناها و قصص البيوت التي تناقلناها...
هي النميمة في صبحية "نسوان"، و "قعدة" رجالية في مقهى بين طاولة زهر و عبق الدخان ..
سورية هي جلسة حول "بحرة" في دار قديم تجمعنا "قرقعة أركيلة، عشقناها و هي ترسم تنهيدة ألم في الهواء، هي عدوى الضحك على طرفة " بايخة " تنتشر بين الاصحاب و تتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ بالمكان و الزمان...
سورية هي الحارة و الأصحاب، المدرسة و الطريق اللذي " تسكعناه " مئات المرات، هي الطاولة التي درسنا عليها و الغرفة التي تشاركنا بها إخوة و أخوات...

هي همومنا الصغيرة التي كبرت و أحلامنا الكبيرة التي تضاءلت...
هي ذكرىالتي تجمعنا في الماضي و الأمل بلقاء المستقبل و قد لا يكون...

سورية هي الحب القديم، هي القلب اللذي خفق في صدورنا أول مرة، هي الغيرة التي إشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ، هي حلاوة اللقاء اللذي كان و ربما لن يتكرر، هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى و احتفظنا بها مجرد ذكريات ...
هي ضحك، بكاء، مئات الكلمات، أحاديث و صور تبعثرت في ذاكرتنا يستحضرها الحنين و يحفظها الشوق و نحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء...

سورية هي أيام عشناها في وطن كان..نخاف أن يضيع...
سورية هي الحبيب اللذي هجرنا و لم نستطع أن نعشق سواه...
سورية هي الماضي اللذي منه ولدنا و علينا أن نحرص لكي يكون المستقبل اللذي يحيا أولادنا فيه...
سورية كلمة عندما نسمعها، تشتعل قلوبنا بالمحبة، و تدمع عيوننا الحائرة فرحا و حزنا، و تتعلم السنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة ...

" أحبك "



المقال كاملا »