حكامنا العرب لم يأتوا من المريخ

من يقرأ كتاباتنا ونقدنا لحكامنا يعتقد انهم نفر ضالون لا يزيد عددهم على عدد اصابع اليد وهم لا يمثلون غير انفسهم، واما نحن هذه الامة الخالدة فتاريخ من المجد والعلو والانتصارات:

اذا يلغ الفطام لنا صبي ... تخر له الجبابر ساجدينا

ونشرب ان وردنا الماء صفوا... ويشرب غيرنا كدرا وطينا

هل تريدون ان اهمس بآذانكم ما قاله ابن الرئيس الاميركي السابق ريغن قبل ايام في فوكس نيوز؟ لقد قال ان العرب لا يفهمون الا لغة الاذلال.

ان كوننا امة خانعة لم يعد سرا نتستر عليه وانما اصبحت اميركا واسرائيل تعاملنا من هذا المنطلق.

اننا ومع كل الاسف امة من العبيد وقطاع الطرق، تراثنا غنائم من الاماء ومجدنا قصائد عصماء.

اني اعيد ما ذكرته سابقا عن عبد الله القصيمي بان العرب ظاهرة صوتية.

فان لم تصدقوا ما اقول اعيدوا قراءة تاريخنا العتيد واحذفوا منه العصر الذهبي (العصر العباسي) لانه لم يكن تاريخا عربيا وانما حضارة تداخلت فيها حضارات عدة امم تحت غطاء اسلامي، فماذا سيتبقى لنا غير رأس الحسين محمولا على الرمح من كربلاء الى الشام؟

انظروا الى بني قعقاع وهم يتمددون على الارائك متابعين ارصدتهم في البورصة العالمية بينما تسحق اسرائيل اشقاءهم في لبنان وفلسطين. وما الذي فعله هؤلاء العرب الاقحاح والعراق يحترق؟

لا اريد ان اسمع قصيدة واحدة! كفوا زعيقا فحكامنا هؤلاء لم يأتوا من المريخ.

فوزراؤهم منا ومستشاروهم منا وكتاب الوحي (منظرو الرؤساء) منا ومحررو صحفهم منا وشعراء بلاطهم منا وقضاتهم منا وجلادوهم منا، وغلمانهم منا وبغاياهم منا، فهم يغتصبوننا في الليل ونكتب عنهم اجمل القصائد في النهار.

المقال كاملا »